Read Anywhere and on Any Device!

Subscribe to Read | $0.00

Join today and start reading your favorite books for Free!

Read Anywhere and on Any Device!

  • Download on iOS
  • Download on Android
  • Download on iOS

فومبي

بدرية البدري
3.94/5 (59 ratings)
"فومبي" رواية للكاتبة العمانية بدرية البدري


تقول أسطورة أفريقية أن الرجل الأبيض هو "فومبي" أي روح، هاربة من قبضة الشيطان بعد أن نجح في خطف لونها، لذا؛ فإن ما ستقرأه بين دفتيّ هذه الرواية أشبه بمخلوقٍ قبيح جُمِّل كثيراً ليحتمل العالم رؤيته.

وكأننا في قاعة محكمة، يحاول أبطال الرواية الدفاع عن أنفسهم، وتبرير ما ارتكبوه من جرائم؛ ليتصالحوا مع ضمائرهم؛ فهل سينجحون في ذلك؟ ذلك ما سيقرره القارئ، الذي يتجول بين أوراقها في الكونغو، حيث بحيرة فكتوريا، وشلالات موسي - أوا - تونيا Mosi – Oa – Tunya الهادرة.

في كل مكان يرى الموت، والسلاسل التي يجرها العبيد، بينما تركض على أجسادهم سياط الشيكوت، وهم يحملون مؤنة الرجل الأوروبي، الذي أتى لهم بالحضارة – كما يدّعي – وفي الحقيقة لم يكن إلا مستعمرًا، طامعًا.

يرى سلال المطاط والأيادي المقطوعة، بل إنه قد يشعر بتكسُّر عظام الموتى تحت قدميه بينما يحاول المرور بين الكلمات، ولا يمكنه تفادي رؤية الأجساد المتدلية من المشانق، ولا تلك الجماجم التي اتخذها الضابط البلجيكي أصايص يزرع فيها زهور حديقته، هو الذي يقول في الرواية:
(قد يحتمل الإنسان الضرب، ولكنه لا يحتمل الجوع، لذا؛ إن أردت أن تحكم إنسانًا فجوِّعه، ليركع عند قدميك ذليلًا؛ لإطعامه ما يسدُّ به جوعه، ولو كان جُرذًا نافقًا).

تدور أحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر، مسلطة الضوء على أطماع الملك ليوبولد الثاني الاستعمارية التي وجدت في الكونغو مستقرا لها، بعد أن نجح في إيهام الجميع بأنه رسول الحضارة الذي اصطفاه الرب إليهم، وكما يقول في الرواية:

(إن كل ما أفعله، إنما أفعله بأمر الرب، حين ألهمني النظر إليها في خرائط كازا لونجا، وجعلني أتخيّلها في برج جيرالدا الخالد، بتمثالٍ في قمّته على هيئتي يدور باتجاه الشمس كلما عانقته الريح، فتتمايل قمم الأشجار، وتبتعد عن بعضها قليلاً، مُفسحةً الطريق لبعض النور ليتسلل إليها، وكان لزاماً عليّ الذهاب، أو إرسال بعض رجالي ليهبوها بعض النور الغائب عنها.

نحن لم نسرق شيئاً، لقد دفعت مقابلاً لكل ما أحضروه.)

إن هذا يجعلك تظن للوهلة الأولى أن الرواية تتحدث عن حقبة ولت، ولكنك لو رفعت بصرك قليلا عن الورق، ونظرت حولك لوجدت أبطالها يحيطون بك، ولا أظنك ستُصدم إن رأيت نفسك بينهم.

أحداث الرواية استُلهِمَت من وقائع حقيقية في معظمها، وأشخاص عاش أغلبهم فعلا في ذلك الزمن، مع تخيّل حيواتهم، وما مروا به، وتدخّل الحبكة الروائية في مسار الأحداث، كما تم إضافة بعض الشخصيات والأحداث لإثراء الرواية.

صدرت رواية فومبي عن دار الساقي، وهي الرواية الرابعة للكاتبة بدرية البدري، وقد حصلت روايتها الأولى ما وراء الفقد على المركز الأول في مسابقة المنتدى الأدبي العماني للرواية، كما حصلت روايتها ظل هيرمافروديتوس الصادرة عام 2018 عن دار عرب بلندن على جائزة الإبداع الثقافي كأفضل إصدار روائي، وهي جائزة سنوية تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وحاليا يتم ترجمة روايتها الثانية العبور الأخير إلى اللغة الإنجليزية.

يذكر أن بدرية البدري فازت مؤخرا بالمركز الأول في جائزة كتارا لشاعر الرسول في نسختها الخامسة عن فئة الشعر الفصيح، كما وصلت روايتها للفتيان سموثي المغامر إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.
Format:
Paperback
Pages:
288 pages
Publication:
2022
Publisher:
دار الساقي
Edition:
الطبعة الأولى
Language:
ara
ISBN10:
6140322448
ISBN13:
9786140322448
kindle Asin:
6140322448

فومبي

بدرية البدري
3.94/5 (59 ratings)
"فومبي" رواية للكاتبة العمانية بدرية البدري


تقول أسطورة أفريقية أن الرجل الأبيض هو "فومبي" أي روح، هاربة من قبضة الشيطان بعد أن نجح في خطف لونها، لذا؛ فإن ما ستقرأه بين دفتيّ هذه الرواية أشبه بمخلوقٍ قبيح جُمِّل كثيراً ليحتمل العالم رؤيته.

وكأننا في قاعة محكمة، يحاول أبطال الرواية الدفاع عن أنفسهم، وتبرير ما ارتكبوه من جرائم؛ ليتصالحوا مع ضمائرهم؛ فهل سينجحون في ذلك؟ ذلك ما سيقرره القارئ، الذي يتجول بين أوراقها في الكونغو، حيث بحيرة فكتوريا، وشلالات موسي - أوا - تونيا Mosi – Oa – Tunya الهادرة.

في كل مكان يرى الموت، والسلاسل التي يجرها العبيد، بينما تركض على أجسادهم سياط الشيكوت، وهم يحملون مؤنة الرجل الأوروبي، الذي أتى لهم بالحضارة – كما يدّعي – وفي الحقيقة لم يكن إلا مستعمرًا، طامعًا.

يرى سلال المطاط والأيادي المقطوعة، بل إنه قد يشعر بتكسُّر عظام الموتى تحت قدميه بينما يحاول المرور بين الكلمات، ولا يمكنه تفادي رؤية الأجساد المتدلية من المشانق، ولا تلك الجماجم التي اتخذها الضابط البلجيكي أصايص يزرع فيها زهور حديقته، هو الذي يقول في الرواية:
(قد يحتمل الإنسان الضرب، ولكنه لا يحتمل الجوع، لذا؛ إن أردت أن تحكم إنسانًا فجوِّعه، ليركع عند قدميك ذليلًا؛ لإطعامه ما يسدُّ به جوعه، ولو كان جُرذًا نافقًا).

تدور أحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر، مسلطة الضوء على أطماع الملك ليوبولد الثاني الاستعمارية التي وجدت في الكونغو مستقرا لها، بعد أن نجح في إيهام الجميع بأنه رسول الحضارة الذي اصطفاه الرب إليهم، وكما يقول في الرواية:

(إن كل ما أفعله، إنما أفعله بأمر الرب، حين ألهمني النظر إليها في خرائط كازا لونجا، وجعلني أتخيّلها في برج جيرالدا الخالد، بتمثالٍ في قمّته على هيئتي يدور باتجاه الشمس كلما عانقته الريح، فتتمايل قمم الأشجار، وتبتعد عن بعضها قليلاً، مُفسحةً الطريق لبعض النور ليتسلل إليها، وكان لزاماً عليّ الذهاب، أو إرسال بعض رجالي ليهبوها بعض النور الغائب عنها.

نحن لم نسرق شيئاً، لقد دفعت مقابلاً لكل ما أحضروه.)

إن هذا يجعلك تظن للوهلة الأولى أن الرواية تتحدث عن حقبة ولت، ولكنك لو رفعت بصرك قليلا عن الورق، ونظرت حولك لوجدت أبطالها يحيطون بك، ولا أظنك ستُصدم إن رأيت نفسك بينهم.

أحداث الرواية استُلهِمَت من وقائع حقيقية في معظمها، وأشخاص عاش أغلبهم فعلا في ذلك الزمن، مع تخيّل حيواتهم، وما مروا به، وتدخّل الحبكة الروائية في مسار الأحداث، كما تم إضافة بعض الشخصيات والأحداث لإثراء الرواية.

صدرت رواية فومبي عن دار الساقي، وهي الرواية الرابعة للكاتبة بدرية البدري، وقد حصلت روايتها الأولى ما وراء الفقد على المركز الأول في مسابقة المنتدى الأدبي العماني للرواية، كما حصلت روايتها ظل هيرمافروديتوس الصادرة عام 2018 عن دار عرب بلندن على جائزة الإبداع الثقافي كأفضل إصدار روائي، وهي جائزة سنوية تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وحاليا يتم ترجمة روايتها الثانية العبور الأخير إلى اللغة الإنجليزية.

يذكر أن بدرية البدري فازت مؤخرا بالمركز الأول في جائزة كتارا لشاعر الرسول في نسختها الخامسة عن فئة الشعر الفصيح، كما وصلت روايتها للفتيان سموثي المغامر إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.
Format:
Paperback
Pages:
288 pages
Publication:
2022
Publisher:
دار الساقي
Edition:
الطبعة الأولى
Language:
ara
ISBN10:
6140322448
ISBN13:
9786140322448
kindle Asin:
6140322448