اللغات هي الشعوب، لأنها سجلُّ تراثها، وما تنطوي عليه أفئدتها من مشاعر، وأخيلتها من صور، وعقولها من فِكَر. و قد عني هذا الكتاب ببيان علاقة اللغة بالثقافة: ليُظهر خطرها، ومكانها من العقل والهوية، وأن ما تلاقي العربية اليوم من كيد وتجنًّ وما يُشنُّ عليها من غارات، من أغراضه محو ذواكر العرب، وطمس هويتهم: إذا كان الاعتداد بالهوية هو الذي يُبنَى عليه الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب، والاستتباع، ومتى طمست الهوية، حلَّ محلَّ ذلك الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب , والاستتباع , ومتى طمست الهوية , حلَّ محلَّ ذلك الشعور والتأبي نزوع إلى مماثلة الغالب , التماسا للكمال , وتعويضا عن النقص . وبيَّن الكتاب ما ترتب على إدراك مكانة اللغة من الهوية من عناية الشعوب الواعية بلغاتها , وصونها , وتعظيمها , وإنزالها من حياتها أرفع المنازل , ووازن بين ذلك وما يفعل العرب اليوم بالعربية .
اللغات هي الشعوب، لأنها سجلُّ تراثها، وما تنطوي عليه أفئدتها من مشاعر، وأخيلتها من صور، وعقولها من فِكَر. و قد عني هذا الكتاب ببيان علاقة اللغة بالثقافة: ليُظهر خطرها، ومكانها من العقل والهوية، وأن ما تلاقي العربية اليوم من كيد وتجنًّ وما يُشنُّ عليها من غارات، من أغراضه محو ذواكر العرب، وطمس هويتهم: إذا كان الاعتداد بالهوية هو الذي يُبنَى عليه الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب، والاستتباع، ومتى طمست الهوية، حلَّ محلَّ ذلك الشعور بالتميز، والتأبي على التذويب , والاستتباع , ومتى طمست الهوية , حلَّ محلَّ ذلك الشعور والتأبي نزوع إلى مماثلة الغالب , التماسا للكمال , وتعويضا عن النقص . وبيَّن الكتاب ما ترتب على إدراك مكانة اللغة من الهوية من عناية الشعوب الواعية بلغاتها , وصونها , وتعظيمها , وإنزالها من حياتها أرفع المنازل , ووازن بين ذلك وما يفعل العرب اليوم بالعربية .