وجاء الصّبح في لمح البصر، وخيّم على المدينة انتظارٌ ثقيلٌ ومرير، وما إن حلّ المساء حتّى راحت أخبار المعركة تتهاطل على النّاس كالسّيل العرم، أخبارٌ متضاربةٌ لا تُشفي غليل من ينتظرُ خبرَ انتصارٍ ساحقٍ ماحقٍ ينهي الفتنة ويستأصل شأفة الفتّان وأعوانه إلى الأبد، واشرأبّت أعناق الرّجال لعلّ أحدَهم يلمح طليعة الجيش السلطاني وهي عائدةٌ من أرض المعركة بالنّصر المظفّر قابضةً على الفتّان ليُطاف به في دروب المدينة ثم ليُعدَم على رؤوس الأشهاد بعد ذلك، أو حاملةً رأسه ليُملَّح ويُعلَّق على أبواب كلّ مدن البلاد حتّى يكون عبرةً لمن تسوّل له نفسه الخروج عن وليّ أمره، وأُرهِفَت أسماعُ النّاس عسى أن تصدر عن "البرّاح" أيّ نأمةٍ تبشّر بانتصار "الحرگة" التي يقودها مولاي الكبير أخو السلطان على حفنة الخونة والمجرمين، ولكن لا شيء من ذلك حصل، وباتت المدينة في هرج ومرج وقد انقسمت إلى فريقين؛ فريقٌ لا يزال يؤمن بقدرة جيش السلطان على ابتلاع "الرّوگي" وأعوانه وإلحاق الهزيمة النّكراء بهم وإن قاوموا ليوم أو يومين، وفريقٌ آخر يرى أنّ قوّة بوحمارة لا يُستهان بها وأنها قد تُحرج جيش السلطان، بل قد تفاجئه بما لم يخطر لأحدٍ على بال.
وجاء الصّبح في لمح البصر، وخيّم على المدينة انتظارٌ ثقيلٌ ومرير، وما إن حلّ المساء حتّى راحت أخبار المعركة تتهاطل على النّاس كالسّيل العرم، أخبارٌ متضاربةٌ لا تُشفي غليل من ينتظرُ خبرَ انتصارٍ ساحقٍ ماحقٍ ينهي الفتنة ويستأصل شأفة الفتّان وأعوانه إلى الأبد، واشرأبّت أعناق الرّجال لعلّ أحدَهم يلمح طليعة الجيش السلطاني وهي عائدةٌ من أرض المعركة بالنّصر المظفّر قابضةً على الفتّان ليُطاف به في دروب المدينة ثم ليُعدَم على رؤوس الأشهاد بعد ذلك، أو حاملةً رأسه ليُملَّح ويُعلَّق على أبواب كلّ مدن البلاد حتّى يكون عبرةً لمن تسوّل له نفسه الخروج عن وليّ أمره، وأُرهِفَت أسماعُ النّاس عسى أن تصدر عن "البرّاح" أيّ نأمةٍ تبشّر بانتصار "الحرگة" التي يقودها مولاي الكبير أخو السلطان على حفنة الخونة والمجرمين، ولكن لا شيء من ذلك حصل، وباتت المدينة في هرج ومرج وقد انقسمت إلى فريقين؛ فريقٌ لا يزال يؤمن بقدرة جيش السلطان على ابتلاع "الرّوگي" وأعوانه وإلحاق الهزيمة النّكراء بهم وإن قاوموا ليوم أو يومين، وفريقٌ آخر يرى أنّ قوّة بوحمارة لا يُستهان بها وأنها قد تُحرج جيش السلطان، بل قد تفاجئه بما لم يخطر لأحدٍ على بال.